ركز علماء النفس لوقت طويل على فهم المشكل الرئيسي الذي يجعل أغلبية العلاقات الزوجية تفشل بسرعة، حيث أنهم وصلوا لنتيجة تأكد أن المشكل يكمن في الإنتقادات التي تكون غير بناءة، لهذا السبب أنت غير سعيد في علاقتك.
قبل الزواج أو بالأحرى في فترة التعارف نعطي إهتماماً كبيراً فقط للمشاعر أي يجب أن أتأكد فقط ما إن كان الشخص يحبني فقط و انتهى النقاش دون الإهتمام بالتفاصيل الأكثر أهمية من المشاعر و هي قدرتي على فهم و تحمل الشخص و هل هو الاخر سيفهمني أم سنقع نحن الإثنين في فخ الإنتقادات الذي نعتبره هو الحل لكل مشكل.
هل الإنتقادات تبني العلاقات أم تدمرها؟
عندما نركز فقط على مشاعرنا و اتخاد القرارت باستخدام العاطفة في فترة التعارف. فإننا سنقع في أكبر مشكل بعد الزواج و هو رؤية ما خلف الستار.
الحقيقة التي لم تكن تراها عندما كنت تفكر بعاطفتك.
لكل شخص منا أفكار و اعتقادات يمكن أن تختلف من شخص لآخر، أي أن تفكيري يختلف عن طريقة تفكيرك أنت. مما يجعل الطرفين بعد الزواج يلاحظون أمور مختلفة تماما عن ما كانوا يعتقدونه سابقاً عن بعضهم.
في السابق كانوا يعيشون في حالة حب تامة جعلتهم لا يهتمون لتفكير كل شخص منهم. هل تفكيره يناسبني أم لا؟ هل سنتفاهم كثنائي أم لا؟
فعندما يعيشون في بيت واحد يجدون صعوبات كثيرة و من بينها الإنتقادات.
أغلب الأفراد للأسف عندما لا يفهمون تفكير الطرف الثاني أو لا يتفقون معه، يجدون أسهل حل هو الإنتقاد و الأسوء عندما يكون غير بناء.
دور الإنتقادات البناءة
هناك نقد يمكن أن يبني العلاقة و نقد يمكن أن يدمر العلاقة للأسف الشديد.
عندما لا يعجبك تصرف بدر من الطرف الثاني أو خطأ تبدأ بِلَوْمِهِ بطريقة يمكن أن تجعله ينفر منك.
لذلك سنشارك معكم 3 خطوات أساسية ستنتقد بها أي شخص و عوض أن ينفر منك سيتقبل كلامك و يحترمك أكثر.
الخطوة الأولى : خطاب الدوافع النبيلة
يجب أن تحاول التركيز على معرفة مبادئ و قيم هذا الشخص لكي ينجح معك هذا الأمر.
لنعطي مثال من كتاب كيف تأثر على الآخرين
يتحدث الكاتب عن رجل يمتلك بيتا و يقوم بإستأجاره، فهذا الذي حصل استأجر بيته في فصل الشتاء و ما إن مر الفصل قرر المستأجر أن يلغي العقد مع صاحب المنزل قبل انتهاء المدة المحددة في العقد.
مما آثار غضب صاحب البيت لأن مغادرته في هذه الفترة ستجعله يجد صعوبة في إيجاد شخص آخر بالأخص أن الفصول القادمة لا أحد يهتم لإستأجار المنازل. مما سيجعله يخسر فقرر عوض أن يتشاجر مع المستأجر سيستعمل أسلوب خطاب الدوافع النبيلة
فهذا الذي حصل، طرق الرجل باب البيت فخرج المستأجر الذي صارحه بخبر رحيله في الأيام المقبلة فتكلم صاحب البيت قائلا : يأسفني أنك سترحل ،فعلى حسب تجربتي مع المستأجرين متأكد تماما أنك لست مثلهم. أنت شخص تفي بكلمتك ولذلك سأطلب منك طلب صغير جداً ابقى في المنزل لبضع أيام فقط و إن لم تغير رأيك حينها سألغي معك العقد.
فإذا بالمستأجر بعد مرور أيام قليلة يقرر عدم الرحيل.
إذن ما هو السر الذي جعل المستأجر يغير رأيه، وما الحيلة التي طبقها صاحب البيت؟
صاحب البيت هنا استغل قيم و مبادئ هذا الشخص و التي تتمثل في (كلمته).
و نفس الشيء يجب أن تستعملوه ، امدح الشخص بالإعتماد على مبادئه.
الخطوة الثانية : تحويل النقد الى نصيحة
عندما يقوم الشخص بتصرف لم يعجبك لا تعاتب، لأن المشكل أصبح من الماضي و لا يمكن الرجوع بالزمن لإصلاحه. إنما يمكن أن ننصح الشخص بتجنبه مستقبلاً.
الخطوة الثالثة : لا تستخدم كلمة لكن
ان كنت تستخدمها فلهذا السبب أنت غير سعيد في علاقتك
سنجمع الآن بين الخطوة الأولى و الثانية و سنتجنب قول “لكن”
لنعطي الفرق بين مثالين:
1 – في الحقيقة، إنني معجب بشخصيتك، ولكن أرى أنها ستتحول للأفضل إذا حاولت التحكم بأعصابك.
العبارة هنا تنقسم لتلاث أجزاء
الجزء الأول المدح ( أنني معجب بشخصيتك )
الجزء الثاني (ولكن)، أما الجزء الثالث (ستتحول للأفضل إذا حاولت التحكم بأعصابك).
إذن هنا كلمة “ولكن” أبطلت الجزء الأول من الجملة و لهذا أنت غير سعيد في علاقتك.
ما هي العبارة الصحيحة التي يمكن أن ننتقد بها الشخص دون أن ندمر العلاقة.
2 – شخصيتك تعجبني كثيراً و عندما ستتحكم في غضبك سيكون أفضل.
هل رأيتم الفرق الآن سنعوض إذن كلمة “ولكن” ب “و”
أتمنى أن تكون الفكرة واضحة. النقد في العلاقة يجب فقط أن يكون بهذه الطريقة و تلاحظون كيف ستتغلبون على العديد من المشاكل التي تأثر على العلاقات و بالتالي ستعيش سعيدا في علاقتك.